الطالب مشاري خالد الراشد يلقي كلمة الخريجين في جامعة UCLA. حصل على معدل عام 3.93 و معدل امتياز رفيع في الفيزياء. الراشد: الكويت دوله صغيرة بالمقياس الجغرافي إلا أن طموحات الشباب الكويتي كبيرة جدًا. جامعة UCLA من أقوى عشر جامعات في العالم.
كلمة الطالب الخريج مشاري الراشد:
تحية طيبة إلى أسرة قسم الفيزياء، وإلى الأستاذ سالتزبيرج والطلاب وأعضاء هيئة التدريس، والموظفين والأصدقاء والاُسر. تحياتي لقسم الفيزياء وعلم الفلك بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس لعام 2022! ، فأنا ممتن حقًا لمنحي هذه الفرصة للتحدث هنا اليوم ليس فقط لتمثيل الأشخاص والقسم الذي أحبه كثيرًا ولكن أيضًا كطالب فخور من الكويت.
فعندما بدأت رحلتي لأول مرة في جامعة كاليفورنيا بلوس أنجلوس، لم أكن متخصصًا في الفيزياء، لكن كنت على علم بشغفي تجاه العلوم والرياضيات والتدريس، وهو ما دفعني إلى البدء بسلسلة الفيزياء العامة. فبعد حديثنا عن دحرجة العربة إلى الأسفل المنحدر مليون مرة، تحدثنا عن معادلات ماكسويل الشهيرة للكهرباء والمغناطيسية واحدة تلو الأخرى. وبنهاية هذه السلسلة، تُتاح لنا طريقة طبيعية لحساب سرعة الموجات الكهرومغناطيسية من خلال هذه المعادلات مجتمعة. وحينها نظر إلينا الأستاذ سالتزبيرج بسعادة وقال: “أخرج الآلة الحاسبة واحسب سرعة هذه الموجات”. لذلك قمنا بتوصيل الأرقام فظهرت كما يلي: 2.998 × 10 ^ (8) م / ث وهي سرعة الضوء تحديدًا. (من فضلك لا تغضب مني، فنحن شغوفين بالوحدة الطبيعية). وبعد ذلك شعرت بقشعريرة في هذه المصادفة الحسابية، وهي مصادفة ألهمت ماكسويل للاعتقاد بأن الضوء موجة كهرومغناطيسية. وهنا كنا جميعا نعيد اكتشاف هذه الحقيقة بمفردنا في الفصل بعد ما يقرب من 200 عام من اكتشاف ماكسويل ذلك.
فأُطلقت على هذا الأمر هو سحر الفيزياء، فهو مجموعة من الأفكار التي لا تُنسب حقًا إلى شخص واحد ولكنها أفكار يمكن لأي شخص تجربتها والاستمتاع بها من خلال المعادلات وإجراء التجارب! شعرت بالقشعريرة مرارًا وتكرارًا عندما تعلمت المزيد، وحدثت لي العديد من المشكلات لدرجة التفكير بالفعل في قرار مضطرب بترك الفيزياء والتخصص في مجال آخر، وهو ما كان أمرًا صعبًا للغاية فقد كنت على وشك الحصول على درجة في الهندسة معتقداً أنني سأكسب الكثير من المال في هذا المجال .
وعلى الرغم من ذلك، خاطرت فيما اعتقدت أنني سأستمتع به، ويسعدني القول بأنه كان أفضل قرار في حياتي، فلم أتعرف على بعض الأفكار الأكثر إثارة للاهتمام في تاريخ البشرية فحسب، بل أصبحت أيضًا جزءًا من أكثر المجتمعات حيوية وإلهامًا في جامعة كاليفورنيا بالمجتمع الفيزيائي. كما أنني أشعر بإلهام دائم كل يوم لوجودي في هذا القسم، فقد كان لدينا أساتذة عظماء لتعليمنا وتوجيهنا إلى التفكير مثل علماء الفيزياء في فصولنا وفي مختبراتنا، كما انعقدت لدينا ندوات أسبوعية تقريبًا، حيث يتم دعوة الباحثين من جميع أنحاء العالم للتحدث عن أحدث الأبحاث التي تُجرى يوميًا مثل تجربة أجهزة الحاسوب الكمومية إلى التحقيقات النظرية في الثقوب الدودية. وبالنسبة لفريقنا، حصلت الأستاذة أندريا جيز على جائزة نوبل لاكتشافها فجوة سوداء هائلة في وسط المجرة. فلم أنس أبدًا يوم الإعلان عن الجائزة، فذهبت بفخر إلى الحرم الجامعي، وأعني بالحرم الجامعي مطبخي، علمًا بأنني كنت في نفس القسم معها.
كما يوجد لدينا مجموعة رائعة من الطلاب الجامعيين في هذا القسم، وهم أشخاص أذكياء وموهوبون بشكل لا يصدق بطريقتهم الخاصة، وهم جميعاً أصدقائي ويواصلون إلهامي ونشجع بعضنا البعض على فعل ما يتجه شغفهم تجاهه وهو الفيزياء. كما يوجد لدينا 4 نوادٍ نشطة للغاية على صلة وثيقة جدًا بالقسم وبطلابه مثل: مجتمع طلاب الفيزياء والمرأة في مجال العلوم الفيزيائية والجمعية الفلكية ومختبر إبسلون. وعلى الرغم من استغراق انتشار الوباء لبعض الوقت بغض النظر عن بعض الأحداث، أعتقد أننا حققنا أقصى استفادة من وقتنا هذا العام. ويُعتبر مجتمع طلاب الفيزياء فرصة إلى الرحلة التي أخذناها إلى مرصد جريفيث للفيزياء الاجتماعات في الهواء الطلق المتعلقة بعلم الفلك والفيزياء الترفيهية، حيث انعقدت هذه الاجتماعات هذا العام ليلاً في الهواء الطلق.
وأخيرًا وليس آخرًا، تتوافر فرصة هائلة للبحث الجامعي هنا، فلدينا تقريبًا كل فروع الفيزياء هنا في جامعة كاليفورنيا، من علم الفلك إلى علم فيزياء البلازما ووصولاً إلى الفيزياء النووية. وقد استفدت كثيرًا من العمل على البحث بنفسي وهو الجزء الأكثر إرضاءً في تعليمي الجامعي على الرغم صعوبته في بعض الأحيان، حيث تطلب مني الأمر البقاء مستيقظًا حتى وقت متأخر من الليل، إلا أنني تعلمت الكثير وقد ساعدني في ذلك التشجيع من زملائي ومجموعتي البحثية والقسم أيضًا. لذلك أشكر شخصيًا مستشاري البحثي ومرشدي وصديقي الأستاذ تشونجبو كانج لإيمانهم بي وتوفير مثل هذه البيئة الترحيبية في المجموعة.
فلم يكن ليحدث كل هذا لو لم أخاطر واتبعت قلبي. لذلك فإن رسالتي لكم جميعًا هي إنك إذا وجدت حماسك ناحية شيء أو مجال معين، سواء كان ذلك فيزياء أو أي شيء آخر، فاتبعه ذلك الحماس والشغف حتى لو كان تحديًا بالنسبة لك، فإنه لا يُعتبر تحديًا لا مقارنة بالتحديات التي نواجهها كوننا طلابًا هنا، وعلى وجه الخصوص خلال فترة انتشار الوباء. وأقول لكم أيضًا أنني فخور بكم جميعًا لتجاوزكم هذه التحديات! وبما أننا استطعنا في اجتياز كل هذه التحديات بجامعة كاليفورنيا، أعتقد أننا قادرون على اجتياز كل شيء آخر. لذا مهما اخترت في حياتك كالتخرج أو العمل أو مجرد استكشاف الحياة، فإنني متأكد من نجاحكم جميعًا في ذلك وقدرتكم على تغيير العالم.
ومثلما أنا فخور بكوني طالبًا في جامعة كاليفورنيا، فإنني فخور أيضًا بتمثيل بلدي الكويت، وهي دولة صغيرة بالنسبة لحجمها الجغرافي ولكنها كبيرة بالنسبة لطموح شبابها وأجيالها الجديده . ليكن طموحنا كبيرا لايحده الا السماء فلنقبل على الدراسه في اقوى الجامعات مثل جامعه كاليفورنيا ولنختار التخصصات المهمه والمفيده وليختار كل منا المجال الذي يهتم به ويحبه ، فكماأخبرتني الدكتوره الاستاذه أمينة الفرحان، رئيس قسم الفيزياء بجامعة الكويت، “سوي اللي تحبه راح تبدع فيه” وهي كلمه صادقه ودقيقه وقد طبقتها واستفدت منها ،
أخيرًا، أود أن أشكر عائلتي ووالديّ على صبرهم وحبهم طوال تلك السنوات ودعمهم لكل قرار اتخذته بشأن مسيرتي، فلم أجد أفضل منكما. صفقوا معي لهما!!
شكرًا لكم!
Leave A Comment