“شيوعه في الوطن العربي والكويت تحديدًا حثني على محاولة التصدي له”
كان هذا الدافع الذي تحدثت عنه الدكتورة ليلى حبيب ، الأستاذ المساعد في كلية الطب -جامعة الكويت، في حديثها عن سبب اختيارها لموضوع بحثها الرئيسي الذي عملت عليه بعد حصولها على درجة الدكتوراه من جامعة كاليفورنيا- سان دييغو، وعندما أُتيحت لها فرصة دعم من مؤسسة الكويت للتقدم العلمي لتحويل الفكرة إلى واقع ملموس.
وهو البحث المبدع الذي نالت على إثره جائزة لوريال يونيسكو عن برنامج “من أجل المرأة والعلم” مكافأةً لإسهامها البارز والمتميز في التقدم العلمي. حيث أهّلها أن تنضم -بجدارة واستحقاقية- إلى لائحة العالمات الاستثنائيات اللاتي أسهمن في تقدّم المعرفة العلمية وساعدن على تغيير العالم نحو الأفضل.
وتناول عملها البحثي تطوير نماذج مرضية لمرض الضمور العضلي باستخدام تقنية الخلايا الجذعية المحفزة متعددة الإمكانات.
تقول الدكتورة ليلى حبيب بمناسبة فوزها بالمسابقة: ” جائزة لوريال يونيسكو تشجع المرأة على إبراز قدرتها البحثية والعلمية وتسلط الضوء على دور المرأة في العلم، والذي لا شك أنه ذا أهمية بالغة أنجزت المرأة به في مختلف الأفرع والمجالات العلمية ”
وأشادت الدكتورة ليلى بدور مؤسسة الكويت للتقدم العلمي الذي كان له بالغ الأهمية في إتمام بحثها قائلة:
“آمنت المؤسسة بضرورة مساندة بحثي من منطلق ريادتها في دعم المشاريع البحثية والعلمية حيث أولت كامل اهتمامها في مسيرة البحث الذي حصدت ثمار تفوقه. ولم يقتصر دور المؤسسة على الرعاية فحسب، بل وأنها حرصت على أن تكون حلقة الوصل بيني وبين معهد ماساتشوستس للتكنولوجيMIT ، لتتوفر لي الإمكانيات المطلوبة لتطبيق البحث”.
وعن مبادرة مؤسسة الكويت للتقدم العلمي يقول مدير مكتب البرامج الدولية في المؤسسة ، المهندس يوسف المزيدي: “نحن في مؤسسة الكويت للتقدم العلمي نعي تماما أهمية تبني أفكار الباحثين بما يمكّنهم من تحويل تلك الأفكار إلى واقع فعلي من شأنه أن يعود على مجتماعتنا بالمنفعة الكبيرة، وبما يتناسب مع هدفنا في تشجيع الاستدامة الوطنية من خلال دعم الجهود البحثية العلمية والتكنولوجية المتسمة بالإبداع والابتكار. كما أننا نعقد العديد من الشراكات مع جامعات دولية مرموقة ومؤسسات بحثية عالمية مثل معهد ماساتشوستس التكنولوجي MIT ، بغرض تعزيز الشراكة الأكاديمية والعلمية التي يحتاجها الباحث في عمله . ويعتبر بحث الدكتورة ليلى حبيب واحد من عشرات الأبحاث التي تقوم المؤسسة بدعمها، ساعيةً لإزالة العوائق التي تقف أمام مبادرات الباحثين ليتمكنوا من إطلاق مبادراتهم والتميز بها”.
وخلال مسيرة بحثها أجرت الدكتورة ليلى أبحاث وتجارب مخبرية عن طريق نماذج مرضية حول مرض ضمور العضلات، وهو مجموعة من الاضطرابات الجينية التي تسبب ضعف العضلات في الجسم تدريجيا مع مرور الوقت مما يؤدي إلى فقدان القدرة على الحركة. تقول معلقةً ” قمت باستخدام نماذج مرضية لأنه لا يمكننا استخدام عضلات الإنسان في عملية البحث والتشخيص لأسباب تتعلق بأخلاقيات منهجية البحث تحول دون تطبيقه”
وبالرغم من أن المرض نادر في العالم إلا أنه شائع في مجتماعتنا العربية وفي الكويت، إذ قامت بإحدى مراحل البحث المتقدمة بعملية تشخيص جيني -لم يسبق القيام بها في الكويت – بالتعاون مع مستشفى مبارك ومستشفى ابن سينا، حيث تم أخذ عينة جلدية صغيرة من مجموعة مرضى ، لتحويل الخلايا الجلدية إلى خلايا جذعية، ومن ثم تحويلها إلى خلايا عضلية، مما سيمكنها في خطة بحثها القادمة من تحديد العلاج المناسب.
المصدر :مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
Leave A Comment